“زيت الزيتون على أعتاب ارتفاع تاريخي: توقعات بوصول اللتر إلى 150 درهم وسط أزمات مناخية واقتصادية”

مع تصاعد الأخبار حول ارتفاع متوقع في أسعار زيت الزيتون هذا الموسم، حيث تشير التوقعات إلى إمكانية وصول سعر اللتر الواحد إلى 120 درهم، أجرى موقع القناة الثانية حوارًا مع رشيد بنعلي، رئيس الفيدرالية البيمهنية للزيتون، لتسليط الضوء على هذه المعطيات وأسبابها المحتملة.

أكد بنعلي في حديثه أن ارتفاع أسعار زيت الزيتون أمر متوقع ولا مفر منه، مشيرًا إلى أن السعر قد يصل إلى مستويات تتراوح بين 110 و150 درهم للتر الواحد. ومع ذلك، شدد على أن هذه الأرقام هي مجرد توقعات مبنية على معطيات أولية، وأن تحديد السعر النهائي لا يزال غير ممكن في الوقت الحالي.

وأوضح بنعلي أن السوق العالمية تشهد ارتفاعًا في أسعار زيت الزيتون نتيجة انخفاض الإنتاج في العديد من الدول المنتجة، وهو ما يُعزى إلى الجفاف والتغيرات المناخية. وأضاف أن المغرب لم يكن بمنأى عن هذه التحديات، حيث تأثرت أشجار الزيتون سلبًا بالظواهر المناخية القاسية مثل موجة الحرارة المفرطة، والتي أدت إلى تلف جزء كبير من المحصول، بالإضافة إلى تأثير سنوات الجفاف المتتالية التي قلصت من إنتاجية الأشجار.

كما أشار إلى أن ارتفاع تكاليف الإنتاج يشكل عاملًا آخر يساهم في زيادة أسعار زيت الزيتون، مشيرًا إلى أن ندرة المياه وارتفاع تكلفة السقي بالإضافة إلى زيادة مصاريف العمل وكراء الأراضي ساهمت في هذا الوضع.

وفيما يتعلق بالحلول الممكنة لمواجهة هذا الارتفاع، دعا بنعلي إلى ضرورة تقديم الدعم للفلاحين من خلال توفير المياه وتسهيل حصولهم عليها. وحذر من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى تراجع القطاع، مما قد يدفع الفلاحين إلى التخلي عن أراضيهم والهجرة إلى قطاعات أخرى.

في هذا السياق، أعرب بنعلي عن تفاؤله بالخطاب الملكي الأخير الذي أكد فيه جلالة الملك على أهمية معالجة مشكلة ندرة المياه، معربًا عن أمله في أن تُترجم هذه التوجيهات إلى حلول عملية تؤدي إلى تحسين الوضع في القريب العاجل.

واختتم رئيس الفيدرالية حديثه بالتأكيد على أن سوق زيت الزيتون يخضع لقانون العرض والطلب، مشيرًا إلى أن انخفاض العرض مقابل زيادة الطلب سيؤدي بلا شك إلى ارتفاع الأسعار على المستويين الوطني والدولي.

المصدر : صحافة بلادي