“المخدرات الطائرة”.. كيف تتسلل الطائرات المسيرة عبر الحدود الأردنية؟

منذ عدة أشهر، يواصل الأردن جهوده المكثفة لمنع دخول المخدرات إلى أراضيه وانتقالها إلى دول الجوار عبر طرق متطورة يستخدمها تجار ومهربو المخدرات.

وفي أحدث هذه الجهود، أعلن الجيش الأردني صباح اليوم الخميس عن إحباط محاولتي تهريب كميات من المواد المخدرة باستخدام طائرتين مسيرتين (درون). وأوضح مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة أن قوات حرس الحدود في المنطقة العسكرية الجنوبية، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وإدارة مكافحة المخدرات، تمكنت من إسقاط الطائرتين بعد تطبيق قواعد الاشتباك اللازمة، ما أدى إلى سقوطهما داخل الأراضي الأردنية.

وأكد المصدر أن القوات الأردنية ستواصل العمل بحزم لمواجهة أي تهديدات على الحدود.

كيف تعمل طائرات الدرون المحملة بالمخدرات؟
لتوضيح كيفية عمل هذه الطائرات، أشار العميد المتقاعد والخبير الأمني فايز شبيكات الدعجة إلى أن طائرات الدرون تعتمد بشكل رئيسي على الشبكات اللاسلكية (واي فاي) وأنظمة تحديد المواقع (GPS) لتحديد الإحداثيات الجغرافية بدقة، كما أنها مجهزة بجهاز استشعار للمسافة يستخدم الموجات فوق الصوتية لتجنب العقبات أثناء الطيران.

وأوضح الدعجة في تصريحات سابقة للعربية.نت أن هذه الطائرات تتميز بنظام تحكم ذاتي يعتمد على كود برمجي متطور. وذكر أن مدى تحليق الطائرة يمكن أن يصل إلى 3 آلاف كيلومتر، بينما يصل أقصى ارتفاع لها إلى 45 ألف قدم، وتبلغ سرعتها القصوى نحو 240 كيلومتراً في الساعة.

وأضاف أن هذه الطائرات قادرة على العمل في الظروف الجوية القاسية، وتستخدم تقنية الرؤية الليلية في بعض الأحيان، كما تحلق على ارتفاعات منخفضة لتجنب رصدها من قبل الرادارات الأمنية.

وأشار الدعجة إلى أن الطائرات المسيرة تتطلب وجود طيار في محطة أرضية يتولى مسؤولية قيادتها وضمان عدم وقوع حوادث، ويتدخل في حالات الطوارئ. لكنه أوضح أن الطيار لا يتحكم بالطائرة مباشرة عبر عصا تحكم، بل يحدد مسارها عن طريق نقاط محددة، لتقوم الطائرة بتوجيه نفسها ذاتياً باستخدام نظام طيرانها الآلي.

ميليشيات إيرانية متورطة
ومنذ أشهر، كثف الجيش الأردني جهوده لمكافحة تهريب المخدرات، خاصة بعد اشتباكات وقعت في ديسمبر 2023 مع مجموعة من الأشخاص يُعتقد أنهم مرتبطون بميليشيات إيرانية تقوم بتهريب كميات كبيرة من المخدرات عبر الحدود، بالإضافة إلى أسلحة ومتفجرات.

وتتهم مصادر أردنية وغربية جماعة حزب الله اللبنانية وفصائل أخرى مدعومة من إيران، التي تسيطر على أجزاء من جنوب سوريا، بالوقوف وراء تصاعد عمليات تهريب المخدرات والأسلحة. وتعتبر تقارير الأمم المتحدة ومسؤولين أميركيين وأوروبيين أن تجارة المخدرات غير المشروعة تمول انتشار هذه الميليشيات في المنطقة.

في المقابل، تنفي إيران وحزب الله هذه الاتهامات، معتبرين إياها “مؤامرة غربية” ضد دمشق، التي ترفض بدورها أي اتهامات بالتواطؤ بين قواتها الأمنية وفصائل مدعومة من إيران في عمليات التهريب.

تجدر الإشارة إلى أن واشنطن ومسؤولين غربيين في مجال مكافحة المخدرات يرون أن سوريا أصبحت المركز الرئيسي في المنطقة لتجارة المخدرات، وخاصة الأمفيتامين السوري الصنع المعروف باسم الكبتاغون.