تؤكد دراسة جديدة من جامعة هال البريطانية أن العين يمكن أن تكشف الصور المزيفة التي ينتجها الذكاء الاصطناعي، مما يوفر وسيلة جديدة لمكافحة التزييف العميق. جاءت الفكرة بعد أن لاحظ البروفيسور كيفن بيمبلت، أستاذ الفيزياء الفلكية، أن انعكاسات الضوء في عيون الأشخاص في الصور التي أنشأها الذكاء الاصطناعي تحتوي على دلائل على زيفها.
بيّن بيمبلت أن الذكاء الاصطناعي، عند توليد الصور، يضيف انعكاسات ضوء إلى العيون، لكنه لا يستطيع محاكاتها بدقة كما في الصور الحقيقية. وقد ساعدت هذه الملاحظة على استخدام تقنيات مستعارة من علم الفلك لتحليل هذه الانعكاسات.
لتأكيد هذه الفرضية، تعاون بيمبلت مع أديجوموكي أوولابي، طالبة ماجستير، لتطوير برنامج يمكنه مسح عيون الأشخاص في الصور وتحديد الاختلافات بين انعكاس الضوء في العينين في الصور الحقيقية والمزيفة. استخدم الباحثان قاعدة بيانات ضخمة تضم 70 ألف صورة حقيقية من موقع Flickr وصور مزيفة تم إنشاؤها عبر موقع “This Person Does Not Exist”.
وجد الباحثان أن الصور المزيفة تميزت بفروقات دقيقة في انعكاسات الضوء، حتى في الصور التي تبدو واقعية. وللكشف عن هذه الاختلافات الدقيقة، استعان الباحثان بتقنيات فلكية مثل نظام “معلمات CAS” و”مؤشر جيني” Gini index. يتميز نظام “معلمات CAS” بدقته في تحليل توزيع الضوء في الصور، بينما يستخدم “مؤشر جيني” لقياس مدى تساوي الضوء في الصور.
عند تطبيق هاتين الأداتين على صور الوجوه، أظهرت النتائج أن الصور الحقيقية تتميز بتناسق دقيق في انعكاسات الضوء، وهو ما يصعب محاكاته بواسطة الذكاء الاصطناعي. تمكنت الباحثة أوولابي من اكتشاف الصور المزيفة بدقة تصل إلى 70%.
وفي تعليق على هذه الدراسة، أكد دان ميلر، عالم النفس بجامعة جيمس كوك، أن هذه التقنيات قد تسهم في تطوير برامج متخصصة للكشف عن التزييف العميق، خاصة مع تطور دقة هذه التقنيات.
كما تفتح الدراسة تساؤلات حول إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات أخرى مثل الفيزياء الفلكية. أشار بيمبلت إلى أن هناك محاولات سابقة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إعادة بناء صور المجرات من بيانات تلسكوبات ضعيفة الجودة، مما يساعد في فهم أعمق للكون وتطوره.