أصبحت أخيرًا الأهرامات الشفافة الضخمة، التي تنزلق بجانب متحف “غوغنهايم” في أبوظبي، مرئية للمارة الذين يسافرون بسرعة عبر طريق المدينة السريع. يُتوقع أن تكون هذه الهياكل بحجم يبلغ حوالي 12 ضعف حجم نظيراتها في نيويورك.
في مكان قريب، ترتفع هياكل معدنية شاهقة تشبه أجنحة الصقر فوق سقف متحف زايد الوطني الجديد، الذي يبعد بضعة أميال فقط عن متحف التاريخ الطبيعي المنتظر ومتحف اللوفر الذي افتتح في عام 2017.
في كل زاوية من أبوظبي، تتزايد علامات الطفرة العمرانية الهائلة التي تغير وجه هذه الإمارة الهادئة والغنية بالنفط. تحت رمالها، تقع 6 بالمئة من احتياطيات النفط الخام العالمية، وتتحكم الإمارة في 1.5 تريليون دولار من الاستثمارات والثروات عبر صناديقها السيادية، وفقًا لتقديرات وكالة بلومبرغ. وكانت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي قد أعلنت في مارس الماضي عن استكمال 65 بالمئة من الأعمال التطويرية لمتحف التاريخ الطبيعي “غوغنهايم”، الذي يُتوقع أن يكون الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط عند اكتماله في نهاية عام 2025 في المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات.
يمتد المتحف على مساحة 35 ألف متر مربع، ويأخذ الزوّار في رحلة عبر الزمن تمتد لـ 13.8 مليار عام، ما يتيح لهم فرصة استكشاف نشأة الكون ومستقبل الأرض.
تنتشر بسرعة كبيرة الحدائق الترفيهية الشاسعة، والفنادق الفاخرة، والمجمعات الرياضية، والأبراج المكتبية الراقية في جميع أنحاء أبوظبي، حيث تستثمر الحكومة مليارات الدولارات لتنويع الاقتصاد وتلبية احتياجات الشركات المالية العالمية الكبرى مثل “بريفان هوارد لإدارة الأصول” و”كيركوسوالد لإدارة الأصول”، اللتين افتتحتا مكاتب في أبوظبي.
يعد متحف غوغنهايم جزءًا من خطة استثمارية تتجاوز 10 مليارات دولار لتعزيز السياحة والنشاط الثقافي في العاصمة الإماراتية. وفي الوقت نفسه، تُضخ مليارات أخرى في مشاريع سكنية ضخمة تستهدف جذب المغتربين الأثرياء للعيش والعمل في الإمارة. وقد شهدت الفلل المطلة على البحر، التي تكلف ملايين الدولارات، إقبالاً من مشترين أثرياء من المملكة المتحدة والهند وإسبانيا ودول أخرى.
سيقدم متحف التاريخ الطبيعي لمحة شاملة عن تاريخ الحياة على الأرض، مع التركيز على الأصناف الطبيعية المحلية من النباتات والحيوانات، والتاريخ الجيولوجي للمنطقة. ستسرد بعض المقتنيات والقطع الأثرية قصصًا عن العالم الطبيعي عبر عروض غامرة تعتمد على البحث والتحليل العلمي.
يشرف على جمع مقتنيات المتحف فريق متخصص بالتعاون مع علماء وخبراء التاريخ الطبيعي من جميع أنحاء العالم. وسيكون المتحف مركزًا للتعليم والبحث العلمي، ما يسهم في دعم المعرفة العلمية وابتكار التكنولوجيا المستقبلية. من المقرر تخصيص مرافق للأبحاث المتقدمة في مجالات علم الحيوان، علم الأحافير، علم الأحياء البحرية، وعلوم الأرض.
سينضم المتحف الجديد إلى سلسلة من المتاحف والمؤسسات الثقافية الموجودة في منطقة السعديات، بما في ذلك متحف اللوفر أبوظبي، ومتحف زايد الوطني المقبل، والمتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومتحف غوغنهايم أبوظبي، الذي يركِّز على الفن العالمي الحديث والمعاصر. إضافة إلى بيت العائلة الإبراهيمية، وهو معلم ثقافي يجسد التعايش بين الأديان السماوية الثلاثة، حيث يضم مسجدًا، كنيسة، وكنيسًا يهوديًا في مجمع واحد. وكذلك تيم لاب فينومينا أبوظبي، حيث تلتقي الفنون مع التكنولوجيا في تجربة معمارية فريدة.