لم تفقد الجهات الوسيطة (مصر، قطر، والولايات المتحدة) الأمل في إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رغم العقبات التي تعترض التوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل. إذ أشارت مصادر مطلعة إلى أن الطرفين رفضا مقترحات وسطية طُرحت خلال المحادثات في القاهرة، خاصة فيما يتعلق بمحور فيلادلفي (محور صلاح الدين) وممر نتساريم والتواجد الإسرائيلي فيهما.
ورغم مغادرة وفدي إسرائيل وحماس العاصمة المصرية، بقيت فرق تقنية لمواصلة النقاش حول القضايا العالقة. وأكد مسؤول أميركي كبير أن المحادثات ستستمر في الأيام المقبلة لبحث التفاصيل المتبقية، مشيراً إلى أن جميع الأطراف جاءت برغبة في التوصل إلى اتفاق قابل للتنفيذ.
إلا أن التحديات ما زالت قائمة، حيث كررت حماس مطلبها بضرورة أن ينص أي اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة. فيما تضمنت نقاط الخلاف الرئيسية الوجود الإسرائيلي على محور فيلادلفي، حيث طرح الوسطاء عدداً من البدائل لهذا الوجود، لكنها لم تحظَ بقبول الطرفين.
كما أبدت إسرائيل تحفظات بشأن عدد المعتقلين الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم، مشروطةً بإخراجهم من غزة بعد إطلاق سراحهم. في المقابل، اعتبرت حماس أن إسرائيل تراجعت عن التزاماتها بسحب قواتها من محور فيلادلفي، مضيفة شروطاً جديدة منها فحص الفلسطينيين النازحين عند عودتهم إلى شمال القطاع.
في هذا السياق، شدد القيادي في حماس، أسامة حمدان، على أن الحركة لن تقبل أي تراجع عن ما تم الاتفاق عليه في يوليو الماضي، متهماً الإدارة الأمريكية بزرع “أمل كاذب” بحديثها عن اتفاق وشيك لتحقيق أهداف انتخابية.
تأتي هذه التطورات في وقت شهدت المنطقة تصعيداً عسكرياً بين حزب الله والقوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ما زاد من المخاوف الدولية من توسع الحرب إقليمياً. ورغم عدة جولات من المحادثات التي فشلت سابقاً في إنهاء الحرب أو التوصل لاتفاق حول الأسرى الإسرائيليين، تظل جهود الوساطة مستمرة رغم التحديات الكبيرة.