وسط هتافات الحضور في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في شيكاغو، وبعد تقديم ابنته آشلي له لإلقاء خطابه الختامي في مسيرته السياسية، توجه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الحشد بكلمة مؤثرة قائلاً: “أحبكم”. في خطابه الذي تميز بالعاطفة، أكد بايدن أنه لا مكان للعنف والكراهية في الولايات المتحدة، مشدداً على أهمية حماية الديمقراطية في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ البلاد. ودعا الناخبين للاستعداد لدعم كامالا هاريس ونائبها تيم والز، قائلاً: “نحن في معركة على روح الولايات المتحدة”.
فيما تصاعدت الهتافات والتصفيق، أشار بايدن إلى أن الولايات المتحدة تقف عند مفترق طرق تاريخي، حيث ستحدد القرارات المقبلة مصير الأمة والعالم لسنوات قادمة. في هذا السياق، انتقد بايدن عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، معتبراً أن اليمينيين المتطرفين وجدوا في ترامب حليفاً لهم، وذكر أن ترامب وصف المتطرفين بأن بينهم “أناس جيدون”، مما دفعه للترشح للانتخابات السابقة.
بايدن لم يتوانَ عن وصف ترامب بالكذب، مشيراً إلى أن خصمه الجمهوري يواصل نشر الأكاذيب بشأن سياسات الحدود، وأن الديمقراطيين لا يصفون المهاجرين بأنهم “سم” كما فعل ترامب. وأعرب بايدن عن استغرابه من تصريحات ترامب، مشدداً على أنها لا تليق برئيس للولايات المتحدة.
فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، أكد بايدن أن إدارته تعمل جاهدة لوقف إطلاق النار في غزة ومنع توسع الصراع، معرباً عن تفهمه للاحتجاجات في الولايات المتحدة ضد الحرب، مشيراً إلى أن المدنيين في كل من إسرائيل وغزة تكبدوا خسائر فادحة.
كما أشاد بايدن بدعمه الثابت لحلف الناتو وأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي، وأكد أن إدارته لن تنحني أمام المستبدين مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تماماً كما لن تفعل كامالا هاريس.
خطاب بايدن الذي جاء في إطار تكريم له من قبل الديمقراطيين، عكس مرارة الانسحاب المفاجئ من السباق الرئاسي الشهر الماضي لصالح هاريس، والتي قلبت مجرى الحملة الانتخابية رأساً على عقب. صعود هاريس حفّز الشباب، النساء، والناخبين السود، مما أعطى الحملة الديمقراطية دفعة جديدة. في المقابل، وجد ترامب نفسه في موقف صعب مع تبدل مجرى السباق، حيث بات يواجه تحديات كبيرة في إعادة تركيز حملته الانتخابية، التي أصبحت تستهدف بشكل متزايد منافسته الديمقراطية هاريس.
ومع انطلاق المؤتمر الديمقراطي الذي يستمر لأربعة أيام، سيبدأ ترامب جولته في ولايات تشهد منافسة محتدمة، حيث ينظم تجمعات انتخابية في بنسيلفانيا وميشيغان وكارولاينا الشمالية، في محاولة لتعزيز حملته في وجه التحديات المتزايدة.