في ظل أجواء التوتر غير المسبوق في المنطقة والمخاوف من توسع الصراع في قطاع غزة إلى مواجهة أوسع بين إسرائيل وإيران، شدد العراق على عزمها تفادي الانزلاق إلى حرب شاملة.
وفي مقابلة مع قناة العربية/الحدث، قال وزير الخارجية فؤاد حسين اليوم الثلاثاء إن العراق يتخذ خطوات نشطة على الصعيدين الداخلي والخارجي لوقف تصعيد النزاع. وأوضح حسين أن المنطقة تواجه خطرًا شديدًا، لكن الجهود الدولية المكثفة لوقف إطلاق النار في غزة قد تساعد في تحقيق هدوء نسبي إقليمي. وأكد أن العراق يساهم في هذه الجهود الرامية إلى التهدئة.
رغم ذلك، أشار حسين إلى أن هذه الجهود لم تسفر بعد عن نتائج ملموسة، محذرًا من أن استمرار حالة التوتر قد يستمر إذا لم يتم التوصل إلى هدنة في غزة. كما حذر من أن دفع العراق إلى حالة حرب يشكل خطرًا كبيرًا، وأوضح أن الحكومة والأحزاب السياسية في البلاد تدرك هذه المخاطر.
وكشف حسين أيضًا عن نجاح المساعي الدبلوماسية العراقية في منع واشنطن من الرد على قصف قاعدة عين الأسد. فيما يتعلق بالمباحثات العسكرية الجارية مع الجانب الأميركي حول انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، أكد حسين أن هذه المباحثات مستمرة بين القيادات العسكرية ولم يتم إلغاؤها، رغم أن التوترات الحالية قد غيرت الوضع مقارنة بالعام الماضي.
وفيما يخص الرد الإيراني المتوقع على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران أواخر الشهر الماضي، قال حسين إنه من الضروري الانتظار لمعرفة ما إذا كان هناك رد فعل إيراني. وأكد أن الحكومة والبرلمان العراقيين هما المسؤولان عن اتخاذ قرارات الحرب والسلم، وأشار إلى أن السلطات العراقية تواصل حماية البعثات الأجنبية والمستشارين والدبلوماسيين على أراضيها من أي اعتداءات.
تأتي هذه التصريحات في وقت تتضافر فيه الجهود الدولية والإقليمية لتهدئة الأوضاع ودفع الأطراف نحو إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، رغم أن هذه المساعي لم تحقق نتائج ملموسة حتى الآن. كما اتهمت حماس إسرائيل برفض الخطة التي اقترحها الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو الماضي، وبتحميل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية إدخال تعديلات وشروط على الخطة