في خامس زيارة له منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، وصل المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت في محاولة جديدة لتعزيز الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف التصعيد المستمر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ أكثر من عشرة أشهر، وتحقيق الاستقرار على طول الخط الأزرق.
بدأ هوكشتاين زيارته بلقاء مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون في اليرزة يوم الأربعاء، حيث تمحور النقاش حول استعدادات الجيش وحاجاته الحالية. وحسب مصادر مطلعة، ينتشر حوالي أربعة آلاف عنصر من الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، وفقًا للقرار 1701، موزعين على ثلاثة قطاعات: الشرقي، الغربي، والأوسط. وأشارت المصادر إلى أن الجيش يحتاج إلى ستة آلاف عنصر إضافي لتحقيق الاستقرار الكامل في المنطقة، وفقًا لمطالب الدول المعنية.
كما التقى هوكشتاين برئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث أكد أن “لا أحد يريد حربًا شاملة بين لبنان وإسرائيل”، مشددًا على أهمية الحل الدبلوماسي. وأعرب عن اتفاقه مع اللبنانيين الذين يسعون للعيش في أمان واستقرار، مضيفًا أن الوقت قد حان لوقف إطلاق النار في غزة.
وفي سياق متصل، أشارت مصادر مطلعة إلى أن هوكشتاين حذر من تبني الحكومة اللبنانية لموقف حزب الله الذي يربط وقف الحرب في الجنوب بوقف إطلاق النار في غزة، مشددًا على أن هذا الموقف قد يزيد من خطر توسع الحرب بدلاً من إنهائها.
ما لفت الانتباه في هذه الزيارة، هو الحملة الإعلامية التي شنتها إحدى الصحف المحلية الموالية لحزب الله ضد هوكشتاين، حيث عنونت صفحتها الأولى بـ “لا تستقبلوا الوسيط الإسرائيلي”، في رسالة واضحة تعكس رفض الحزب لما يحمله المبعوث الأميركي.
وخلال زيارته، التقى هوكشتاين أيضًا بعدد من نواب المعارضة الذين يعارضون جر البلاد إلى الحرب ويصرون على أن قرار الحرب والسلام يجب أن يكون بيد الحكومة وليس بيد طرف معين. وأكد نواب المعارضة للمبعوث الأميركي أن تصرفات الحكومة الحالية تسهم في توسيع نطاق الحرب.
النائب فؤاد مخزومي، الذي حضر لقاء نواب المعارضة مع هوكشتاين، صرح أن المبعوث الأميركي شدد على أهمية الجهود الدبلوماسية لمنع توسيع الحرب، وأشار إلى ضرورة أن يبدأ لبنان بتطبيق القرار 1701 بشكل فعلي لتجنب خطر الحرب.
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية مواجهات شبه يومية بين حزب الله والقوات الإسرائيلية. وتفاقم الوضع بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الأخيرة، بعد اغتيال إسرائيل لقيادات من حركة حماس وحزب الله، مما أدى إلى تصاعد التوترات والتهديدات من جانب إيران وحزب الله بالثأر.