قدمت المملكة العربية السعودية، من خلال البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، دعماً كبيراً للقطاع الصحي في اليمن عبر تنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات التنموية. هذه الجهود تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة، تحسين جودة الحياة، ورفع مستوى الرعاية الصحية للمواطنين اليمنيين.
ومن بين أبرز مشاريع البرنامج، إنشاء مدينة الملك سلمان الطبية والتعليمية في محافظة المهرة، والتي تعد من أكبر المشاريع في قطاعي الصحة والتعليم، إذ تغطي مساحة مليون متر مربع وتضم مستشفى بسعة 110 أسرّة وعددًا من العيادات الخارجية وغرف العمليات. كما شمل البرنامج مستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن، الذي يُعد من أبرز الصروح الطبية في اليمن، ويضم 14 عيادة متخصصة ومركز قلب، مع سعة سريرية تصل إلى 270 سريرًا. منذ افتتاحه، استقبل المستشفى أكثر من 1.3 مليون مراجع وأجرى 8,700 عملية جراحية و440 عملية قلب، مما يبرز الأثر الإيجابي الكبير للمشروع.
كما تضمنت المشاريع الأخرى مركز الأورام التخصصي في تعز، الذي يهدف إلى تحسين خدمات تشخيص وعلاج الأورام في المنطقة، بالإضافة إلى مستشفى حضرموت الجامعي ومركز السرطان بسعة 100 سرير و23 عيادة خارجية. كما تم إنشاء مركز لتأهيل الأطفال المعاقين في عدن ومستشفى سباح في محافظة أبين.
لمواجهة التحديات الصحية في مناطق أخرى، قام البرنامج بإنشاء مركز غسيل الكلى في المهرة، وتوفير خدمات متكاملة لمرضى الفشل الكلوي في المحافظة وما جاورها. إضافةً إلى ذلك، شمل الدعم تجهيز مستشفى هيئة مأرب العام ومستشفى 26 سبتمبر في مأرب بالمعدات والأجهزة الطبية الضرورية، وكذلك تجهيز مركز الكلى في مستشفى الجمهورية في عدن بأحدث التقنيات.
ساهمت هذه المبادرات في تحسين كفاءة وفعالية الخدمات الصحية في اليمن، وتوسيع نطاق الوصول إليها، كما عززت الصحة العامة ووفرت فرص عمل وتدريب في القطاع الصحي. نتيجة لهذه الجهود، قدمت المشاريع الطبية خدمات الرعاية الصحية لأكثر من 4.48 مليون مستفيد، ودعمت 26 منشأة طبية في 9 محافظات، مما يعكس الفوائد الكبيرة التي عادت على الشعب اليمني من هذه المبادرات.