تنعكس التداعيات العسكرية على حياة العديد من الأسر التي يشارك أفرادها كجنود احتياط في إسرائيل، حيث يعاني عشرات الآلاف من الأثر البالغ لاستمرار الحرب.
آدي حزان، جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي، صرح بأن حياته أصبحت “على وشك الانهيار”، موضحاً أنه كان يعتقد أن الحرب ستستمر شهراً أو شهرين فقط، بينما استمرت الآن 10 أشهر دون نهاية واضحة. ولا يزال حزان في الخدمة الاحتياطية، مما أثر بشكل كبير على حياته الشخصية؛ فقد تعثرت شركته وأصبح غارقاً في الديون، وتعتمد أسرته على مساعدات الأصدقاء والجمعيات. وقال حزان، الذي قاتل في غزة والآن في الضفة الغربية المحتلة، لصحيفة “وول ستريت جورنال”: “لا أعرف ماذا سيحدث. لم يكن أحد يتصور أن الوضع سيستمر طويلاً”.
إسرائيل، التي تعتمد بشكل كبير على جنود الاحتياط لدعم جيشها في أوقات الأزمات، تجد نفسها الآن في مواجهة تحديات كبيرة. مع دخول الحرب في غزة شهرها الحادي عشر، وارتفاع وتيرة الاشتباكات مع جماعات أخرى مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، يشعر العديد من هؤلاء الجنود بالضغط والإرهاق.
يقول الجنود إنهم يحاولون التوازن بين الأسرة والعمل والخدمة العسكرية، في ظل الأعباء الاقتصادية المتزايدة بسبب غيابهم. تشير صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى أن الضغوط على القوى العاملة العسكرية تجعل المسؤولين الإسرائيليين يترددون في شن حرب شاملة ضد قوى عسكرية تفوق حماس بكثير.
تسلط الصحيفة الضوء على نقاط الضعف الطويلة الأمد التي تواجهها إسرائيل، والتي تشمل التحديات في مواجهة صراعات مع قوى عسكرية قوية قد تستمر لسنوات. وأشار رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق ياكوف أميدرور إلى أن “إسرائيل لم تستعد لحرب طويلة”، موضحاً أن الخطة كانت توجيه ضربة جوية كبيرة ثم تنفيذ مناورة سريعة للقوات البرية، ولكن مع مرور الوقت أصبح الحفاظ على الدعم والاستعداد للقوات المقاتلة أكثر صعوبة.
حتى في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس، تظل إسرائيل مهددة بإمكانية اندلاع حرب شاملة مع حزب الله على حدودها الشمالية مع لبنان.