ان نبل السياسة وسموها وفائدتها ومتعتها وجاذبيتها لا تتحقّق إلا في ظلّ التعدّد والتنوّع وصدامات الأفكار والرؤى والطموحات المجتمعيّة.فالأحادية والتطابق السياسيّ يقتل المشهد السياسيّ ويصيبه بالجمود والملل.
طبييعي جدا ان نختلف سياسيا وتعدد وجهات النظر. لكن تبقى العلاقات الاجتماعية قائمة ، و ارتباطنا بهذه الرقعة الجغرافية يشكل القاسم المشترك ، يحدد توجهاتنا نحو ترافع حزبي داخل هياكل المؤسسة الحزبية . لكن البعض ممن يحملون معاويل الهدم ومحاولتهم تحنيط المشروع المجتمعي لحزبنا وادخاله إلى بركان القصف السياسي .يعلمون جيدا أن هذا الحزب السياسي المجتمعي أعطى للفعل السياسي معناه الحقيقي وفق قناعة سياسية وطنية انخرط فيها باميو وباميات الحزب بزخم وحمولة مغربية استمدت قوتها من قوى التنوير داعمة لكل فكر سياسي يحمل هم الوطن .
لذالك فإن نشأت حزب الأصالة والمعاصرة كانت ضرورة في التاريخ السياسي المغربي لتقديم عرض سياسي مغاير يستجيب في منطلقاته ومراميه إلى طبيعة المرحلة الراهنة، مع ما تحملها من رهانات وتحديات مختلفة، فضلا إلى ما يهدف إليه من المساهمة إلى جانب قوى التحديث والديمقراطية في إعادة الاعتبار إلى العمل السياسي بمعناه النبيل ونهج سياسة القرب، وتخليق الحياة العامة، والاستجابة لرغبة النخب والفعاليات الجديدة في المساهمة في العمل السياسي من أجل ترسيخ الاختيار الديمقراطي وتعميق المنحى النقدي القائم على أساس منهجي، قوامه الربط الجدلي بين المرجعية النظرية (الديمقراطية الاجتماعية) والممارسة السياسية والتنظيمية، عبر خلق فعل تواصلي ذي أبعاد جماهيرية يتعين توجيهها وتأطيرها والتفاعل معها عن قرب .
لعل حالة الجمود السياسي وتدني الخطاب السياسي وفقدان الثقة لدى عدد كبير من الشباب بالخصوص، كان مدروسا من ممتهني السياسية لأحكام سيطرتهم على الفعل السياسي وتوجيه خطاب التيئيس وتبخيس أي مبادرة تعيد للسياسية اخلاقها التي تاسست عليها. لانهم ببساطة يكرهون التجديد ، و تخليق الحياة العامة كان ضرورة تاريخية لقوى التحديث والتنوير ومن هذا المنطلق جاء حزب الأصالة والمعاصرة ليؤكد ان المناهج المعتمد في هكذا ممارسة تجازوها الزمن واستمرارها هدر للزمن للسياسي وخلق مزيد من النفور لفئة مجتمعية تنظر من موقع الناقد السياسي والذي يستعد لتجميع قواه للانخراط الفعلي وبشكل واقعي ضمن مؤسسة حزبية حاملة لمشروع سياسي يجد ظالته فيها والتي حاول البعض توصيفها بشتى النعوث الجاهزة ، دفاعا عن وضعية اريد لها أن تبقى كما هي عليه.
حزب الأصالة والمعاصرة وبروح جامعة مانعة يشكل جوابا حقيقيا لإشكالية الفعل السياسي والحزبي بشكل عام لذالك فهو دائما يشكل الاستثناء من حيث تجديد القيادة كل ولاية بعيدا عن التوريث السياسى المؤلوف لدى بعض الأحزاب السياسية. فالمؤتمر الوطني الخامس كان بمثابة الدرس الديمقراطي النبيل والذي انتصر لأبنائه وبناته حاملي المشروع منذ التأسيس؛ قيادة جماعية تقودها الرفيقة المناضلة الأستاذة فاطمة الزهراء المنصوري بخبرة سياسية وحمولة ثقافية وشعبية تستمد قوتها المجتمعية من أسرة مناضلة و وطنية ، وبنفس تمغربيث المتجدرة تاريخيا وحضريا. اضافة الى الشاب الرزين والمثقف والمنصت لكل الآراء محمد المهدي بنسعيد، وصلاح الذين ابو الغالي .
و الشابة المثابرة والحقوقية الأستاذة نجوى كوكوس رئيسة المجلس الوطني. فهذا المنتوج البامي الخالص كاف للرد على كل منتقد ازعجته التجربة السياسية لحزب الأصالة والمعاصرة .
بقلم : رضوان لحميدي / جهة درعة تافيلالت PAM
المصدر : مراسلنا بالولايات المتحدة الأمريكية يوسف التسولي
عن : صحافة بلادي