إقليم شفشاون: واقع مأساوي وسياسات تنموية مجهولة المصير…من المسؤول دستوريا عن الانتكاسات؟!
إقليم شفشاون: واقع مأساوي وسياسات تنموية مجهولة المصير…من المسؤول دستوريا عن الانتكاسات؟!

إقليم شفشاون: واقع مأساوي وسياسات تنموية مجهولة المصير…من المسؤول دستوريا عن الانتكاسات؟!

عبثا يتم تزيين القبيح وتزكية الرديء وإظهار الواقع عكس حقيقته، في مجالس إقليم شفشاون، الإقليم الذي عد ويعد وطنيا وجهويا ودون منازع إقليم الانتحار، الانتحار المادي بما هو قتل للأرواح بدوافع مختلفة، وبما هو قتل لآمال الساكنة في تمكنها من تحقيق كرامتها الآدمية.

تقتل في إقليمنا المنتحر على مدار اليوم والأسبوع والشهر والعام آمال الساكنة في العيش الكريم وآمال المجال في تنمية بنيوية شاملة، يقتل كل ذلك نهارا جهارا على أيدي مسؤولين لم تخترهم الساكنة بل جيء بهم من فوق حيث تم فرضهم فرضا ضد الإرادة الشعبية.
وئد أمل الطلبة في إنجاز نواة جامعية تجمع طلبة الإقليم، ووئد أمل الساكنة في إنشاء وحدة صناعية تمتص البطالة، ووئد أمل الفلاحين في جلب أوراش فلاحية منتجة -قيل بسبب الجفاف-، ووئد أمل الصيادين التقليديين في تحسين وضعهم المادي، ووئد أمل المنقطعين عن التمدرس في تأسيس مراكز للتكوين المهني بجماعاتهم القروية، ووئد أمل مئات الفتيان والشباب في تشييد مرافق رياضية وثقافية، …
إقليم شفشاون مسرح لتمثيليات بهلوانية “رسمية”، لا يلقي لها المواطن بالا ولا يعيرها اهتماما، لوعيه الجذري بتفاهتها وبعدميتها، مسرحية تعد شهادة تاريخية ضد من استحلوا الركوب على ظهر مصالح العباد والبلاد، سيطلع عليها الجيل الصاعد والقادم، وسيعتبرها وصمة عار في جبين من تربعوا بالمكر على كراسي الجماعات الترابية، بل ووصمة عار في جبين مسؤولين معينين يشتبه في تواطئهم مع سيئي الذكر مقابل نقوش تتراوح مبالغها على قدر قيمة “المشاريع والأوراش” الوهمية.
فبالنظر للمشاريع المتحدث عنها، الموصوفة ب”الكبرى”، فإن إقليم شفشاون -كان بإمكان- أن يكون شبه جنة على الأرض، فمن يسائل المسؤولين عن هذه المشاريع، وكيف تم إنجازها، والجودة التي تم اعتمادها، وعن الميزانيات الضخمة التي رصدت لها ؟؟؟!!!.
من المسؤول دستوريا -إذن- عن ما يجري بإقليم شفشاون ؟؟!!

وأما عن النتائج وعن الثمار التي قطفت من تلك المشاريع، وعن الفئات الاجتماعية التي من المفترض أنها استفادت منها، فالجواب لا شيء، بدليل واقع المواطنين الملموس، على امتداد تراب جماعات الإقليم.
نعرف أن لا شيء تغير نحو الأعلى، غير أرصدة المسؤولين، من برلمانيين ورؤساء جماعات وبعض المنتخبين، وجل من له سلطة ما على هؤلاء، وما عداهم فلا يزداد مستوى عيشهم إلا تدنيا، وما معدلات الهجرة ومعدلات الانتحار ومعدلات تعاطي المخدرات ومعدلات البطالة والتسكع والضياع، إلا الدليل الأوضح لكل ذي عين بصيرة وعقل رشيد.

عبدالإله الوزاني التهامي