المغرب– كشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية عن التصاعد المستمر للتوترات بين المغرب وفرنسا في الفترة الأخيرة. حيث تشير الصحيفة إلى أن العلاقات بين البلدين تدهورت بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين، وأصبحت أكثر توترًا مع مرور الوقت.
وأوضح المصدر في مقال تحت عنوان “بين المغرب وفرنسا.. علاقات دبلوماسية تتدهور“، أن الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب وأسفر عن العديد من الخسائر البشرية والمادية. كان من المتوقع أن يؤدي هذا الحادث إلى تهدئة العلاقات بين البلدين، ولكن الواقع كان عكس ذلك، حيث اشتعلت الأزمة بشكل أكبر نتيجة لتصاعد التوتر الذي تسببت فيه وسائل الإعلام في البلدين.
وأشارت الصحيفة إلى أن مناظرات تلفزيونية في باريس بعناوين غريبة من قبيل “هل يستطيع المغرب أن يدبر أزمة الزلزال دون مساعدة فرنسا؟”، أدت إلى تصاعد التوتر مما جعل العلاقات بين المغرب وفرنسا موضوعًا حساسًا، حيث اتهمت وسائل الإعلام المغربية الصحافة الفرنسية، حسب المصدر، بالتعامل بشكل غير مهني وبطريقة تتجاوز حدود اللباقة، مما زاد من تصاعد الأزمة.
وقالت الصحيفة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حاول تهدئة الأوضاع من خلال خطاب توجيهي إلى الشعب المغربي، ولكن هذا الخطاب أثار موجة من الانتقادات من قبل المغاربة، الذين اعتبروا أنه انتهك بروتوكول اللباقة والاحترام.
وقالت الصحيفة متسائلة، “من كان يتخيل أن كارثة طبيعية يمكن أن تتحول إلى فتيل أزمة؟ فهل كان من الضروري أن تصبح العلاقات الفرنسية المغربية مادة قابلة للاشتعال؟ وهل بلغ الأمر إلى حد إعطاء أي خرجة رسمية أو مقال صحفي، تفسيرا مشبوها؟”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة بين البلدين أصبحت أكثر تعقيدًا هذه المرة، وأنها على ما يبدو تتعلق بشكل رئيسي بمغربية الصحراء وموقف فرنسا منها. حيث تريد المملكة من فرنسا أن تحذو حذو دول عظمى حول القضية، بينما تظل فرنسا تتوخى حذرًا لتجنب إثارة غضب الجزائر، التي تدعم الجبهة الانفصالية.
المصدر: صحافة بلادي