المغرب_ في عالمنا المليء بالشخصيات التاريخية البارزة، تبرز بينها شخصية استثنائية تميزت بدورها البارز في تاريخ المغرب. إنه البكاي بن مبارك الهبيل، الذي يعد أول من تقلد منصب رئيس حكومة في المغرب بعد الاستقلال.
تسمية البكاي
ولد البكاي بن مبارك الهبيل سنة 1907 في قبيلة بني يزناسن بشرق المغرب.
اختارت والدته له اسم “البكاي” تيمنًا بأحد الأولياء، حيث لم تنجب والدته أطفالًا لفترة طويلة ولجأت إلى ضريح سيدي علي البكاي في أجدير بني منقوش. وعندما وضعت طفلها الأول والوحيد، سمته على اسم الولي.
القايدة طاما والدة البكاي الهبيل
كانت والدة البكاي “طاما” امرأة ذات شخصية قوية ووجدان قوي. تنتمي القايدة طاما إلى فرقة أولاد بن العادل من قبيلة أولاد الصغير عرب تريفة، وكان زوجها القائد امبارك الهبيل من تغاسروت ببني عتيق.
عاشت القايدة طاما حياة مليئة بالإصرار والشجاعة، حيث تعاملت مع مختلف التحديات بكل ثقة وقوة.
مسيرة تعليم البكاي
أولى خطوات تعليم البكاي كانت في المدرسة العسكرية بمدينة مكناس. حينها انضم للجيش وتدرب ليتخرج برتبة “ملازم”.
وقد شارك في الحرب العالمية الثانية ضمن الجيش الفرنسي، حيث كان يدافع عن حرية فرنسا ضد الألمان. أثناء تلك الحرب، أصيب في رجله اليمنى وتم أسره من قبل الألمان، وبسبب إصابته تم بتر ساقه.
انخراطه في السياسة والاستقلال
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تحول البكاي بن مبارك الهبيل إلى العمل السياسي والنضال من أجل الاستقلال. عمل على دعم الحركة الوطنية وقاد جهودًا لنيل الاستقلال. بفضل إصراره ورؤيته، نجح في تحقيق تقدم كبير في مسيرة الاستقلال.
رئيسًا لأول حكومة مغربية
بعد استعادة المغرب لاستقلاله، شهدت المرحلة ميلاد أول حكومة مغربية. تم تشكيلها في عام 1956، وكان البكاي بن مبارك الهبيل هو رئيسها.
كانت هذه الخطوة تاريخية ومهمة جدًا للمغرب، حيث أصبح البكاي رمزًا للحكومة الجديدة وللتطلعات الوطنية.
تأثيره على الاستقلال
كان البكاي بن مبارك الهبيل من الشخصيات المؤثرة في مسيرة نضال المغرب من أجل الاستقلال.
لعب دورًا مهمًا في توجيه الجهود نحو تحقيق السيادة والحرية. كان يعتبر رمزًا للصمود والتصميم في وجه التحديات، وسعى جاهدًا لتحقيق طموحات الشعب المغربي في الحرية والتقدم.
إسهاماته في الحكومة
عندما تولى البكاي بن مبارك الهبيل منصب رئيس الحكومة، كانت له مساهمات كبيرة في توجيه البلاد نحو طريق التنمية والازدهار.
قاد الحكومة بشكل حكيم وعمل على تنفيذ سياسات تعزز من مكانة المغرب على الساحة الدولية وتلبي احتياجات المواطنين.
إرثه التاريخي
رغم وفاته المبكرة، إلا أن إرث البكاي بن مبارك الهبيل لا يزال حاضرًا في وجدان الشعب المغربي. يُعَتَّبُ عليه كواحد من رموز الاستقلال والنضال من أجل الحرية والعدالة. تظل مساهماته وجهوده جزءًا لا يتجزأ من تاريخ المغرب الحديث.
تفاصيل الوفاة والتاريخ
في الثاني عشر من شهر أبريل عام 1961، توفي البكاي بن مبارك الهبيل. توفي بعد وقت قصير من وفاة الملك محمد الخامس، وذلك في سنوات هامة من تاريخ المغرب. وبالرغم من وفاته، إلا أن إرثه وذكراه لا تزال حية في قلوب المغاربة.
وتبقى شخصية البكاي بن مبارك الهبيل رمزًا للتضحية والتفاني من أجل الوطن.
كانت مساهماته وإرثه الذي لا يُنسى جزءًا لا يتجزأ من تاريخ المغرب الحديث. من خلال تفانيه في خدمة بلاده ودوره البارز في النضال من أجل الاستقلال، يظل البكاي بن مبارك الهبيل مصدر إلهام للأجيال القادمة.
وظل إسم البكاي الهبيل مقترن باسم الملك الراحل محمد الخامس.
المصدر: صحافة بلادي