تشهد سكان مدينة وجدة منذ عدة أيام انقطاعات متكررة للماء، ما زاد من حدة المشكلة في ظل الموجات الحارة المتوالية والارتفاع الكبير في الطلب على الماء. وفي هذا السياق أطلق نشطاء حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تنادي بتوفير مياه الشرب الصالحة للسكان الذين يعانون من العطش بسبب هذه الانقطاعات المتكررة.
و أكد الحسين بولحية، فاعل جمعوي في وجدة، أن سكان المدينة يعانون منذ عدة أيام من غياب الماء، وخاصة في ظل الحرارة المفرطة التي تعيشها المدينة والتي تزيد من حاجة السكان للماء. وأشار بولحية إلى أن الشركة المسؤولة عن توزيع المياه تذرع بأن الأعطاب في قنوات الجر هي سبب هذه المشكلة، وأنها تربط المشكلة بالجفاف وتعكر المياه.
وأضاف بولحية أن الأوضاع تختلف من حي لآخر، حيث في بعض الأحياء يتوقف تدفق الماء لفترات تصل إلى 24 ساعة، في حين يعاني البعض الآخر من انعدام الماء تمامًا. وأشار إلى أن هذا الوضع يزيد من معاناة السكان في ظل الحرارة المرتفعة وصعوبة الحصول على الماء الكافي للاستحمام.
وناشد بولحية بضرورة معالجة المشكلة وإيجاد حلول جذرية، خاصة في المناطق الشرقية التي تتوفر على فرشة مائية هامة. وأشار إلى أن الانقطاعات تحدث في فترات محددة من النهار، مما يزيد من تأثيرها السلبي في ظل الموجة الحارة التي تشهدها المدينة.
وعبر بختي ميلود، رئيس مصلحة استغلال الماء بالوكالة المستقلة الجماعية بوجدة، عن تفهمه للانتقادات التي يوجهها السكان والفعاليات المدنية. وأكد أن العطل في قنوات الجر وغياب التخزين بعد عيد الأضحى تسببا في تفاقم الوضع وتأخر إصلاح الأعطاب.
وأوضح ميلود أن الاضطرابات بدأت قبل عيد الأضحى في إطار تقوية قدرة التخزين لمواجهة الطلب المتزايد على الماء، وأن الأعطاب في قناة الجر التي تمثل حوالي 40% من إنتاج المدينة المائي، هي السبب وراء هذه المشكلة. وأضاف أن عملية إصلاح العطل تستغرق 3 إلى 4 أيام لاستئناف جر المياه بشكل طبيعي.
وأكد ميلود أن إنتاج المدينة غير قادر على تلبية حاجة السكان، حيث يغطي الإنتاج الذاتي حوالي 60% من الاحتياجات، بينما يأتي الباقي من سد مشرع حمادي، وأشار إلى أن أي عطل في الإنتاج يؤدي إلى انقطاع الماء عن السكان، وأن الاحتياطات المائية تكاد تكون معدومة بعد عيد الأضحى.
وأكد ميلود أنه سيتم تزويد السكان بالماء حتى السادسة مساءً، وأن 50% من السكان سيكون لديهم الماء طوال اليوم. وأشار إلى أن إصلاح قناة الجر سيستغرق حوالي 4 أيام للوصول إلى حلول جذرية للمشكلة.
المصدر : صحافة بلادي