تشهد موريتانيا حالة من التوتر السياسي نتيجة الانتخابات الأخيرة والتي أثارت أزمة سياسية تتعلق باتهامات بالتزوير الشامل وسيطرة تامة للرئيس محمد ولد الغزواني على البرلمان ومجالس الجهات والبلديات، هذا التوتر أدى إلى عدم تسمية الحكومة الجديدة حتى الآن.
و من المتوقع أن يتم الإعلان عن تشكيل الحكومة يوم الإثنين أو الثلاثاء على أبعد تقدير، ومع ذلك، لا يتوقع الكثيرون حدوث تغييرات كبيرة في التشكيلة الحالية، وذلك بسبب تفضيل الرئيس الغزواني الاستمرار في مناصبها ونظرًا لما يعتبره البعض “ضعفًا في اختيار المسؤولين” منذ توليه السلطة في عام 2019.
و تثار التساؤلات حول منصب رئيس الوزراء، هل سيتم تكليف المجموعة العربية (البيظان) بهذا المنصب، أم أنه سيستمر بدعم المجموعة الحراطين التي ينتمي إليها الوزير الحالي محمد ولد بلال، وسيتم تعيين شخص آخر من نفس المجموعة كبديل له؟
و تشير توضيحات الدكتور ديدي السالك، رئيس المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية، إلى عدم وجود أمل في تشكيل حكومة قادرة على قيادة البلاد بفعالية. يرى أن السنوات السابقة لحكم الرئيس الغزواني تميزت بتدوير “رموز المفسدين في موريتانيا” من الحكومات السابقة، وبالتالي فإن الأجهزة الإدارية والأساليب القديمة ما زالت سائدة، مما يعوق عملية التغيير والإصلاح الشاملة.
و تعتبر الحكومة الجديدة المنتظرة تحديًا كبيرًا في موريتانيا، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها البلاد. من بين هذه التحديات، البطالة المرتفعة وارتفاع معدلات الفقر، وضعف الخدمات العامة مثل التعليم والصحة والبنية التحتية.
و على الرغم من التوترات السياسية والتحديات المستمرة، يأمل البعض أن يكون تشكيل الحكومة الجديدة فرصة للتغيير والإصلاح الحقيقي. يطالب الكثيرون بتكثيف الجهود لمحاربة الفساد وتعزيز الشفافية وتحسين الحوكمة، وذلك من أجل تحقيق التنمية المستدامة وتحسين معيشة المواطنين.
المصدر:صحافة بلادي