تلاسن حاد بين رئيس الحكومة الليبية والمبعوث الأميركي حول إدارة النفط: هل تهدد الأزمة اقتصاد ليبيا

نشب تلاسن حاد بين رئيس الحكومة الليبية، د. أسامة حماد، والمبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، حول ملف إدارة النفط في البلاد. اشتعل الجدل بين الطرفين حول تصريحات حماد بشأن تلويحه بالراية الحمراء لإيقاف تدفق إيرادات النفط، وذلك بهدف حماية أموال الدولة ومنع الفساد.

و اكد حماد على ضرورة احترام سيادة القضاء الليبي وعدم التدخل الأجنبي في شؤون البلاد، مطالبًا نورلاند بعدم التحيز لأي طرف وعدم التصريحات الإعلامية دون دراية كاملة بالأمور، واعتبر حماد أن تصريحات نورلاند تشكل تدخلاً واضحًا في الشؤون الليبية وتعمل على دعم طرف واحد على حساب أموال الشعب الليبي.

و من جهته، حث نورلاند الجهات السياسية في ليبيا على تجنب إغلاق المنشآت النفطية، وشدد على أهمية اعتماد آلية شاملة لإدارة العائدات النفطية، تراعي الشفافية وتحافظ على سلامة الاقتصاد الليبي وحيادية المؤسسة الوطنية للنفط.

و لا يمكن إغفال أن النفط يعتبر العمود الفقري لاقتصاد ليبيا، ومسألة توزيع إيراداتها بشكل عادل وفعال تشكل تحديًا كبيرًا أمام البلاد. وتعتبر هذه المسألة أحد أبرز الأسباب والدوافع وراء استمرار الأزمة الليبية، حيث تتصارع الأطراف السياسية على السيطرة على أموال النفط دون التوصل إلى اتفاق حول آليات توزيعها.

تهديدات الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان بإيقاف إنتاج النفط وتصديره في حال عدم تمكين الحارس القضائي من ممارسة مهامه والرقابة على حسابات وأموال المؤسسة الوطنية للنفط تعكس حجم التوترات القائمة في البلاد.

و إن تجاذب الآراء بين الجهات المعنية يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه ليبيا في سبيل تحقيق الاستقرار والتنمية، من الضروري أن تتحرك السلطات الليبية بسرعة لاتخاذ الإجراءات العملية المطلوبة لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، بما في ذلك تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتشكيل سلطة تنفيذية موحدة لإدارة شؤون البلاد ومواردها.

المصدر:صحافة بلادي