البوليساريو – أعربت صحيفة “السيتي” الشيلية في تقريرها الأخير عن استنكارها الشديد لانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها البوليساريو في مخيمات تيندوف جنوب الجزائر. وأكدت الصحيفة أن العديد من الصحراويين تعرضوا لأشد أنواع العذاب والمهانة في معتقلات البوليساريو، حيث تم تنفيذ تلك الجرائم البشعة على يد الجلادين والمتواطئين معهم.
ونقلت الصحيفة شهادات صادمة تم جمعها من قبل وفد من المؤسسة الأمريكية اللاتينية لحقوق الإنسان بلا حدود، الذي قام بزيارة للأقاليم الجنوبية للمملكة. وقد التقى الوفد بضحايا البوليساريو الذين تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي على مدى سنوات طويلة.
وقد أدلت المناضلة سعداني ماء العينين بشهادتها القاسية والمؤثرة، حيث حكت تفاصيل تعرضها ووالديها للتعذيب والإهانة قبل ترحيلها قسرًا إلى كوبا.
وتذكرت سعداني ماء العينين لمدة ساعتين، فصول جرائم لم تندمل جراحها مع مرور الزمن، لتكرس نفسها للدفاع عن حقوق الإنسان والتنديد بالانتهاكات الخطيرة ولا سيما النضال من أجل حرية المحتجزين في مخيمات تندوف بالجزائر، الدولة التي، تضيف اليومية، أنه يتعين عليها أن تتحمل مسؤولية هذه الجرائم الفظيعة.
والتقى الوفد الأمريكي اللاتيني، أيضاً بأحد الأعضاء المؤسسين السابقين لجبهة البوليساريو الانفصالية ويتعلق الأمر بأحمد خير، الذي عندما تبين له زيف الأطروحة الانفصالية عاد إلى وطنه الأم لينخرط في الدفاع عن حقوق الإنسان و الانضمام إلى الحركة الصحراوية من أجل السلام، للعمل على إيجاد حل لهذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وخلال اللقاء المذكور، روى أحمد خير ما تعرض له من تعذيب على يد جبهة البوليساريو حيث قضى 14 عامًا في السجن ، 10 منها في عزلة مطلقة، ذاق خلالها جميع أشكال التعذيب النفسي والجسدي، مستحضرا العديد من الصحراويين الذين تعرضوا للتعذيب في المعتقلات السرية للبوليساريو بالجزائر. كثير منهم لم يظهر لهم أثر من حينها.
واستنكرت الصحيفة استخدام الأطفال في التدريب على استخدام السلاح ومضايقة النساء، وكشفت عن قصص العديد من النساء اللاتي تعرضن للتعذيب والاغتصاب على يد قادة البوليساريو، بما في ذلك العديد من القاصرات. وقد لجأت بعضهن إلى المحاكم الدولية، وخاصة في إسبانيا، للتنديد بتلك الجرائم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجرائم التي ارتكبتها البوليساريو تجعلنا نتذكر الأيام المظلمة للماضي، حيث يتم تكريس طرق التعذيب والفظاعة بشكل متشابه في الوقت الحاضر.
وتواصل الصحيفة التأكيد على أهمية الدفاع عن حقوق الإنسان في أي مكان في العالم، وأنها قضية مشتركة لا يجب التنازل عنها.
كما تجدد الدعوة للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بضرورة التحرك لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة ومحاسبة المسؤولين عنها، وضمان حقوق الضحايا وتقديم العدالة لهم.
وأشار المصدر، إلى أن اللقاء بين وفد المؤسسة الأمريكية اللاتينية لحقوق الإنسان بلا حدود والضحايا يسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية وفعالة لوقف هذه الانتهاكات وحماية حقوق الإنسان في مخيمات تيندوف بالجزائر.
وتعتبر الصحيفة “إل سييتي” الشيلية هذه المسألة قضية مهمة تتطلب تعاون المجتمع الدولي والتدخل السريع لإنهاء هذه الظروف المأساوية وضمان سلامة وكرامة الصحراويين.
بالإضافة إلى ذلك، تجدد الدعوة للدول المعنية بضرورة التعاون مع المؤسسات الدولية لتقديم المساعدة اللازمة للضحايا والعمل على تحقيق العدالة والمحاسبة للمسؤولين عن هذه الانتهاكات الخطيرة.
المصدر: صحافة بلادي