الزعيم السياسي إلياس العماري يكشف الستار عن سر غيابه الطويل ويعود بمفاجأة إعلامية قوية

المغرب- إلياس العماري، الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، أعلن أن قراره بابتعاده عن الساحة السياسية وعدم التصريحات العامة في الفترة من 2017 إلى 2023 كان قرارًا شخصيًا اتخذه بناءً على قناعته الشخصية.

وفي حوار حصري مع هسبريس، أكد العماري أنه قرر التوقف عن متابعة الأحداث السياسية خلال فترة غيابه، ولكنه عاد إلى قراءتها منذ شهرين. وأعلن أيضًا عن استمراره في الحياة بصفة عامة وخوضه تجربة إعلامية عبر إذاعة “كاب راديو” في طنجة.

وأكد العماري أنه على الرغم من ابتعاده عن الساحة السياسية، إلا أنه لا يزال موجودًا في الحياة العادية، مشيرًا إلى أن الكثير من الناس كانوا ينظرون إليه من زاوية واحدة وهي السياسة، وبالتالي اعتبروا أنه غائب تمامًا.

وأوضح أن قراره بالانسحاب من الساحة السياسية جاء نتيجة قناعته الشخصية ورغبته في التفكير في ذاته والنظر إلى الأخطاء التي ارتكبها ومن أساء إليهم”.

وتحدث العماري عن دوره في وصول العديد من السياسيين إلى مناصب المسؤولية أثناء توليه منصب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، مؤكدًا أنه ليس لديه فضل على أحد وأنه يحترم حزبه ومن فيه.

ورفض العماري اعتباره يتحرك بأوامر من جهة ما، مشيرًا إلى أن دخوله العمل السياسي كان نتيجة الظلم الذي تعرض له والذي دفعه إلى ذلك في سن الرابعة عشرة.

العماري أكد أيضًا أن فترة غيابه الطويلة كانت مهمة في حياته الشخصية، حيث استطاع أن يكتشف بعض الأمور التي كانت ستتسبب في مشاكل له وللبلاد إذا قام بالتصريح بها خلال تلك الفترة. وعلى الرغم من انتقادات بعض الأشخاص لانسحابه، أكد العماري أنه لم يندم على قراره وأنه قرار شخصي اتخذه بناءً على تقييم دقيق للظروف والمتغيرات السياسية.

وفيما يتعلق بدور حزب الأصالة والمعاصرة، رفض العماري التعليق على أدائه في الفترة الحالية، حيث يشارك الحزب في الحكومة بقيادة حزب التجمع الوطني للأحرار، مؤكدًا أنه لم يستطع تقديم رأيه الكامل بسبب عودته النسبية الجديدة لمتابعة التطورات السياسية.

ومع ذلك، أشار العماري إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة لم يفقد بريقه وإشعاعه، وأنه يحمل مشروعًا مجتمعيًا يتطلع للمساهمة في تحقيق تقدم وتطور المجتمع.

وسجل المتحدث ذاته، أن تراجع حزب العدالة والتنمية من المرتبة الأولى إلى المرتبة الأخيرة عقب الانتخابات الأخيرة ليست انتكاسة.

وفي نهاية الحوار، كشف العماري عن أكبر حدث ندم عليه في حياته، حيث أعرب عن رغبته في أنه لو لم ينتقل إلى الرباط في عام 1987 وبقي في أي مكان آخر. وعلى الرغم من عدم توضيح دواعي هذا الندم وعلاقته بانتقاله إلى الرباط، يظل هذا البيان يعكس تجربة شخصية ورؤية فردية.

في النهاية، يظل إلياس العماري منتميًا لتجربة حزب الأصالة والمعاصرة، حيث أكد أنه لم يعلن عن الانسحاب النهائي من الحزب، وإنما انسحب فقط من القيادة والمسؤوليات. وبالرغم من ابتعاده عن الساحة السياسية، يستعد العماري حاليًا لخوض تجربة إعلامية جديدة من خلال إذاعة “كاب راديو” في مدينة طنجة.

تجدر الإشارة إلى أن إلياس العماري هو شخصية سياسية معروفة في المشهد الوطني المغربي، حيث شغل مناصب عديدة في حزب الأصالة والمعاصرة، بما في ذلك رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة. كما ترشح لرئاسة الحكومة في انتخابات عام 2016، إلا أنه لم يحقق النجاح في تلك المرحلة.

يُذكر أن قرار العماري بالانسحاب من الساحة السياسية يعكس رؤية فردية وقناعة شخصية، حيث يسعى إلى إجراء تقييم شامل لتجربته والأخطاء التي ارتكبها في الماضي. ومن خلال خوضه تجربة إعلامية جديدة، قد يساهم العماري في نقل تجاربه ورؤيته للمجتمع والسياسة إلى جمهور أوسع وتعزيز الحوار العام.

على الرغم من أنه لا يزال منتميًا لحزب الأصالة والمعاصرة، إلا أن المستقبل السياسي لإلياس العماري يظل مجهولًا، وذلك بسبب قراره الشخصي بالابتعاد عن المشهد السياسي والتركيز على الحياة العادية والعمل الإعلامي.

المصدر: صحافة بلادي – هسبريس