مسجد- “قصة المسجد الذي بدأ بناءه هوراي بومدين على الطراز المشرقي وأكمله الحسن الثاني على الطراز المغربي وبعث المهندسين والحرفيين من المغرب، ومنبره كان هدية من الملك للمسجد بعثه المغرب في طائرة خاصة.
كلف هواري بومدين عام 1970 مهندس الرئاسة المصري مصطفى موسى الذي جلب مهندسين وتقنيين من مصر لتشييد المسجد، واستمروا في بنائه إلى غاية عام 1989 حيث نشب خلاف بين التقنيين المصريين والشركة المنجزة للمشروع مما أدى إلى فسخ العقد الذي كان يربطهما وبالتالي توقفت الأشغال لمدة سنة كاملة.
عام 1990 قام رئيس الحكومة الجزائرية انذاك بزيارة إلى الورش وأثناء هذه الزيارة أطلع عن النتائج الوخيمة التي ستترتب عن رحيل التقنيين المصريين..وعندها سأل المكلف بالمشروع السيد بن عبد الرحمن، عن الحل لهذه المشكلة؟ ليرد عليه قائلا..فلنستعن بالتعاونيات المغربية التي عملت ب مسجد الحسن الثاني بـ الدار البيضاء فوافق على الاقتراح فشكلت لجنة رسمية ذهبت إلى الدار البيضاء بمساعدة سفير الجزائر بـ المملكة المغربية الذي اتصل بمدراء هذه التعاونيات الذين تنقلوا إلى قسنطينة بأمر من الحسن الثاني لعدة أيام وذلك لدراسة تقييم الأشغال التي سيقومون بها بمسجد الأمير عبد القادر.
وفي سنة 1991 كان المهندسين والتقنيين والحرفيين المغاربة قد تنقلوا إلى الجزائر وشرعوا في العمل، لكن كان هناك أمر أرق القائمين على المشروع، وشغل بالهم، وهو أن بناء المسجد بدأ بالاعتماد على الفن المشرقي ووسينتهي بالاعتماد على الفن المغربي فهل سيكون هناك انسجام بين الطريقتين ؟.
و في الـ 31 أكتوبر 1994 ليلة الذكرى الأربعون لاندلاع الثورة الجزائرية دُشن مسجد الأمير عبد القادر وانبهر الحضور بنجاح المهندسين والحرفيين المغاربة في المزج الباهر للفن الشرقي والفن المغربي.
وأهدى الملك الحسن الثاني منبر المسجد، الذي بعثه مكتملا من المغرب في طائرة خاصة، حيث لازل في مكانه إلى اليوم”.
عن الصحافي المصطفى العسري