المغرب- تمر هذه الأيام الذكرى الـ 47 لملحمة معركة “أمغالا الأولى” التي اندلعت بين المغرب والجزائر في السابع والعشرين من شهر يناير من العام 1976، والتي ردّت من خلالها القوات المسلحة الملكية بقوة وحزم على واحد من “تحرّشات” نظام العسكر الجزائري بالمغرب.
وكان الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، في 27 يناير 1976 تتسلّل على رأس القوات العسكرية الجزائرية إلى الصحراء المغربية، لتسهيل سيطرة عصابة “البولي زِيرُو” على شريط من السّمارة -العيون، لكنّ القوات المسلحة الملكية كانت لمحاولة المرتزقة بالمرصاد، حيث هزمت جيشه بكامله شرّ هزيمة وأعادتهم على أعقابهم خائبين.
وخاضت القوات المسلحة الملكية المغربية في معركة “أمغالا” أول مواجهة ضد مقاتلي جبهة “البوليساريو”، حيث تمكن الجيش المغربي حينها من أسر ما يزيد عن 100 جندي جزائري من بينهم ضباط.
في ذات السياق، وممّا سجّلته صفحات التاريخ عن حرب “أمگالا الأولى” أنّ “كبير كابرانات” النظام الجزائري حاليا، الفريق سعيد شنقريحة، كان واحدا من الأسرى الذين تمّ الإفراج عنهم.
وصار الفريق السعيد شنقريحة اليوم يشغل منصب “رئيس أركان الجيش الجزائري”، الذي تفاقمت فضائحه التي تنكشف تباعا.
ومن باب الشّهامة والمروءة، واستجابة لشفاعة الملك خالد ملك السعودية، والرّئيس المصري آنئذ أنور السادات، أمر الملك الرّاحل الحسن الثاني بالإفراج عن أسراه من الجزائريين، مفضّلاً طيّ الملفّ درءاً للفضيحة في الجزائر.
ووجه الملك الراحل الحسن الثاني خطابا للرئيس الجزائري هواري بومدين، قائلاً: “إنه حدث ما يدعو إلى الدهشة والاستغراب، ذلك يا سيادة الرئيس أن القوات الملكية المسلحة وجدت نفسها يوم 27 يناير 1976 في مواجهة الجيش الوطني الشعبي في أمغالة التي هي جزء لا يتجزأ من الصحراء”.
وجاء في نص رسالة الملك الحسن الثاني: “سال الدم بين شعبينا لأنكم لو توفوا بوعدكم. وها أنتم ترون أيضا بالأمس القريب أن الحامية المغربية التي بقيت في عين المكان بأمغالة أخذت غدرا (..) من لدن وحدات الجيش الوطني الشعبي الجزائري، متوفرة على أسلحة ثقيلة ومعدات يكشف نوعها ومستواها عن النية المبيتة للقيام بعملية تدمير تسببت في عشرات الضحايا بين أبنائي والمكافحين من أجل بلدي”.
وبخصوص الرواية الجزائرية عن تلك الحرب تقول: إن الجيش المغربي نصب كمينا وهاجم القوات الجزائرية التي كانت تنقل معونات من الدواء والأكل للصحراويين المحاصرين من طرف القوات المغربية.
الجيش المغربي وبقوته وذكائه أوقف العمليات العسكرية من جانب واحد، غير أنّ نظام العسكري الجزائري خرق الهُدنة، بعدما “توهّم” رئيسهم بومدين أنه “سينتقم” بعد هزيمته الكبيرة في معركة “أمگالا الأولى” التاريخية.
وعاد الرّئيس بومدين للجزائر، حيث أمر وحدات من القوات الخاصة الجزائرية بالهجوم (وفي جنح الظلام) على أفراد من الكتيبة المغربية.
وكان الجنود المغاربة التابعون لهذه الكتيبة يظنّون أن الجيش الجزائري ملتزم مثلهم بالهدنة (وقف إطلاق النار)، لكنهم قاموا بالغدر ووقعت بين الطرفين، في 28 فبراير 1976، معركة “أمگالا الثانية”.
وبأمر من الملك الراحل الحسن الثاني أرسل الجيش المغربي كتيبة لتتولى “تطهير” أمگالا وتسترجعها بصفة نهائية، واضعة بذلك حدّا لتوهّمات الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، ملحقةً به وبمرتزقته هزيمة شنيعة أخرى.