هادشي فالمغرب…صـور منْـحوتات عـارية وقبلات حميمية بمُقررات مدارس مغـربية تُـثير جَـدلا واسعا

المغرب- تداول رواد تطبيقات التراسل الفوري “واتساب”، عددا من الصور منسوبة لمقررات دراسية للمستوى الإعدادي بالقطاع الخاص، والتي تظهر (الصور) أعمالا فنية عبارة عن منحوتات، بعضها يجسد وضعيات حميمية، وهو ما أعاد جدل طبيعة المناهج والمقررات الدراسية المعتمدة إلى الواجهة.

وأثارت هذه الصور جدلا واسعا بين المدافعين أن يتم تدريس الأشياء على حقائقها دون تغليفٍ أو هربٍ من موضوع يفرض نفسه على المجتمع، وبين من يرى أن أي إيحاءات حميمية بين الجنسين لا يمكن أن تدرس للتلاميذ بداعي أنها “جنسية وعيب وحشومة”.

وتعليقا على هذا الموضوع، يرى الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم FNE التواجه الديموقراطي، عبد الرزاق الإدريسي، أن “الأمور التي تصلح للتوازن النفسي والأخلاقي والمجتمعي هي التي يجب أن تسود في المقررات التعليمية، فلا يجب أن يكون موضوع الجنس والعلاقة الحميمية بين المرأة والرجل نوعا من الطابو”.

وأضاف المتحدث ذاته في تصريح صحفي، “الطفل سيكون مستقبلا شابا وبعدها رجلا أو شابة أو امرأة، فلا يجب أن تكون العلاقة الحميمية والجنسية بين المرأة والرجل مثلا طابو أو موضوعات محرمة، فإذا لم ندرسها في العلوم الطبيعية أو البيولوجية فليس لدينا مكان لنراها”.

وقال، “لا يجب أن تكون هناك مبالغة في إيحاءات غير مناسبة، أو نوع من التشييء للمرأة كوسيلة للممارسة الجنسية وليست كإنسان محترم، وفي نفس الوقت لا يجب أن نقول إن هذه الأمور لا يجب أن يتم التدارس فيها”.

وتابع كلامه، “يجب أن تكون هناك نوع من المراقبة وأن لا تكون تعسفية وقطعية بمبرر “هادشي ما خصوش يكون” أو “هادو أصنام أو غير ذلك، بمعنى أن نتفادى أحكام قيمة جاهزة من هذا النوع، وفي نفس الوقت يجب أن لا تكون هناك مغالاة في صور ذات إيحاءات جنسية مباشرة”.

في ذات السياق، وبخصوص الصور المتداولة مؤخرا لمقرر إحدى المدارس الخاصة، أكد الإدريسي، على أن “هذه الأمور يجب فقط تأطيرها، لأنه عندما نتجه للمجتمع الفرنسي مثلا فالقبلة معمول بها في الحافلة والقطار والشارع والحديقة والمؤسسة وغيرها، ولكن بالنسبة لنا هذا الأمر غير موجود”.

مضيفا، “بمعنى أنه يمكن لمغربي اتجه لأول مرة لفرنسا أو أوروبا عموما أن يصدم بذاك الواقع إذا لم يكن مؤطرا نفسيا وفكريا وثقافيا، ويعتبر أن الأمر طبيعي بين الرجل والمرأة، علما أن لديهم حدود، إذ لا يمكن أن تقوم بممارسة جنسية في مكان عمومي، بينما القبلة مسموح بها هناك، في حين القبلات لدينا غير مسموح بها سواء في الوسط العائلي أو الشارع العام”.

وختم كلامه، ” موضوع الصور المتداولة، هي ملك للإنسانية وبالتالي لا يمكن أن نحكم عليها بأن لا يكون فيها قبلة، ومن حقنا أن ندرسها في مقرراتنا ولكن يجب أن يكون هناك تأطير، لأن عدم تأطيرها الجيد سيساهم بشكل سلبي في حياة الفرد”.