هل تراجَعت تركيا عن دعْمها للوحدة الترابية للمغرب بعد خرجة سفارتها بالجزائر؟…خبير في العلاقات الدولية يوضح

تركيا- بدت الدبلوماسية التركية في الأيام القليلة الماضية، وكأنها متضاربة في توجهاتها وتعاطيها مع ملف الصحراء المغربية، حيث صرح وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، الأربعاء 11 ماي الجاري بمدينة مراكش، بالتأكيد على دعم بلاده للوحدة الترابية للمملكة المغربية.

وقال مولود تشاووش أوغلو، خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عقب مباحثاتهما، “أود أن أجدد التأكيد على الموقف المبدئي لتركيا بخصوص الوحدة الترابية للدول وسيادتها، وأن تركيا تدعم سيادة المغرب الشقيق ووحدته الترابية”.

وفي المقابل نفى المتحدث باسم الخارجية التركية ما جاء على لسان مولود تشاووش أوغلو، وهو ما جاء في تدوينة للسفارة التركية بالجزائر على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، في سياق ما قالت إنه “رد المتحدث باسم وزارة الخارجية، السفير تانجو بيلغيتش، على سؤال حول المزاعم الواردة في بعض وسائل الإعلام باعتراف تركيا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية”، بحسب تعبيرها.

وأضاف المصدر “تدافع تركيا منذ البداية على إيجاد حل سياسي لقضية الصحراء في إطار قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومن خلال الحوار بين الأطراف”، مسترسلة، “إن تركيا تدعم وحدة أراضي وسيادة جميع دول المنطقة داخل حدودها المعترف بها دوليًا”.

وفي سياق مرتبط بالموضوع، أوضح الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية والتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أن “ما قالته سفارة تركيا في الجزائر كلام دبلوماسي وليس ضد المغرب، وحتى إذا تحدث المغاربة عن الملف فيمكنهم القول بإيجاد حل في إطار التسوية الأممية”.

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح صحفي، “المسؤول التركي المذكور لا يمكن أن يقول هذا الكلام، علما أنه يعرف حساسية الأزمة”، موضحا أنه “غير متناقض مع موقف الخارجية التركية، الذي قد يكون تغير في إطار تأييد مبادرة الحكم الذاتي، وهذا يعني أن هذه المبادرة يمكن أن تكون أرضية مناسبة للتسوية الأممية”.

وختم، “هذا يعني أن “تصريحات وزير الخارجية التركي بخصوص الملف، وما أوردته سفارة تركيا بالجزائر أمران غير متناقضان، ولا يظهر فيه أي تغيير للموقف، وإنما هناك رد دبلوماسي”.