16 ماي ذكرى أليمة وجرح لم يندمل داخل مجتمع مغربي يحب السلم والسلام

في ليلة رمضانية وقبل 17عشر عاما اهتزت العاصمة الإقتصادية للمغرب على وقع حدث إرهابي أليم اذ قصد 14 عنصرا إرهابيا، عن سبق اصرار وترصد، هزت أحزمة “الارهاب” الناسفة، أماكن حيوية، بالبيضاء خطط لها بعناية، في أول الأمر بدأت بفندق “فرح” وسط المدينة، مرورا بمطعم “كازا ذي إسبانيا”، مرورا بالمقبرة اليهودية ومطعم “لابوزيتانا”، ما أوقع 45 قتيلا،من بينهم منفذو الاعتداء الدموي، بالإضافة إلى إصابات خلفت عاهات دائمة وجراح نفسية لم ولن تندمل مباشرة بعد ذلك وفي زمن قياسي تم اعتقال ثلاثة من المرشحين لتفجير أنفسهم، الذين تراجعوا عن تنفيذ المخطط الإجرامي، فأطلقت السلطات الأمنية المغربية حملات اعتقالات واسعة، إذ وصل عدد الموقوفين إلى الآلاف من المشتبهين، كلهم من الأسماء التي كانت تحوم حولهم شبهات الضلوع أو المشاركة في التفجيرات الإرهابية ، تلته حملة اعتقالات في صفوف ما يعرف انذاك بحركة “السلفية الجهادية”، بعد ذلك تلته المصادقة على قانون مكافحة الإرهاب، المعروف بـ (03-03)،و الذي كان محل نقاش سياسي وحقوقي حاد، صوتت معه الفرق البرلمانية في المجلسين، ليشرع العمل به رسميا في 28 من ماي 2003.
مقاربات أمنية استباقية، وإصلاح ديني لمواجهة التهديد الإرهابي:
باعتبارها ظاهرة متشابكة معقدة عابرة للحدود،مباشرة بعد ذلك أطلق المغرب، قبل سنوات استراتيجية أمنية ناجعة، للتصدي لظاهرة الإرهاب، من خلال احداث المكتب المركزي للأبحاث القضائية، والذي كان ناجحا في عمله إذ ساهم في تفكيك عدد من الخلايا الارهابية بالمغرب، من خطة استباقية إستراتيجية، محترفة مشهود لها عالميا لتطويق هذه الظاهرة التي استعصى حلها على عدد من دول المعمور، حتى صار المغرب بأجهزته الأمنية الحديثة يعطي دروسا للأجهزة الأمنية العالمية، والتنسيق معها والاستعانة بخبرتها.


ولا ننسى عمل أخر قام به المغرب للحد من ظاهرة الإرهاب اذ أطلق إصلاحا دينيا لتطويق “الفكر الجهادي”، الذي صارت أمواجه ترتطم بأمن مختلف العالم، حيث ركز المغرب ملكا وحكومة على الإصلاح الديني كمنصة لمحاربة الإرهاب باعتباره القاعدة الاديولوجية والعامل الأساسي لارتكاب هذه العمليات، ليصير المشهد الديني علامة بارزة ودين التسامح والتعايش وليس دين عنف وإرهاب ففاق صيتها المؤسسات الدينية الدولية الرائدة في نشر قيم الدين الإسلامي المعتدل الداعي للتسامح، والمحارب لكل فكر تطرفي عدمي، يمكن أن يزرع بذور الفكر المتطرف الممهد لتفريخ عقول لاتعرف إلا لغة الدم.من هنا وبإستخلاص الدروس والعبر استطاع المغرب ان يخطو خطوات متقدمة لمحاربة الإرهاب بكل الطرق منها الأمنية والتوجيهية ليبقى الرائد عالميا في استثبات الأمن والأمان والاستقرار.
مكتب آسفي :عبد الرزاق كارون